المحتوي
التمتع بجسم نحيف رشيق وأيضا صحي بات حلم يراود الآلاف ولكن القليل من هؤلاء الحالمين هم من يستطيعون تحقيق هذا الحلم والوصول الى أهدافهم، والأسباب وراء نجاح هؤلاء القلة وفشل الأغلبية يرجع الى عوامل خارجية خاصة بالظروف المحيطة بهؤلاء الأشخاص مثل:
- مستوى المعيشة،
- المقدرة المالية،
- ظروف العمل، ضغوط الحياة،
- البيئة التي يعيش فيها.
- ونظام الرجيم الذي يتبعه،
- أما العوامل الداخلية فهي كل ما يتعلق بداخل الشخص سواء كانت جسمانية خاصة بحالته الصحية، طبيعة جسده، أو كانت شخصية خاصة بأفكاره، عاداته ومعتقداته، قوة إرادته، الحالة النفسية التي يعيشها، وطبيعة شخصيته.
العوامل السابقة تؤثر بشكل كبير على نسبة النجاح أو الفشل فى تحقيق هذا الحلم، فقد يختار الشخص نظام لإنقاص الوزن ناجح ومشهور قد تم تجربته على العديد من الأشخاص وكانت النتائج مذهلة معهم ثم يبدأ الشخص فى تطبيقه ويلتزم به لفترة طويلة ولكن دون جدوى وتنتهي المحاولة بالفشل الكبير، وتكون الأسباب مجهولة لديه فيشعر بالإحباط الشديد وخيبة الأمل، لذلك يجب على كل شخص يفكر فى اتباع نظام لإنقاص الوزن أن يكون على دراية شاملة بالأسباب التي قد تحول بينه وبين تحقيق حلمه وهدفه لكي يتغلب عليها أثناء محاولته، وأيضا سوف يساعده التعرف على الأسباب في تفادي الوقوع في دائرة الفشل والبحث عن حلول للمشكلات التي تعترض طريقه، وفي النهاية يختار بشكل صحيح نظام الرجيم المناسب له والمتوافق مع ظروفه الصحية والمعيشية ليستطيع أن يكمل المشوار دون توقف أو تراجع.
المقصود بفقدان الوزن:
هو أي خسارة من كتلة الجسم الكلية، فقد يكون فقدان للسوائل، أو دهون الجسم أو الأنسجة الدهنية أو كتلة الجسم بدون دهون أو الكتلة العضلية.
لذلك فقدان بالوزن ليس بالضرورة أن يكون فقدان الدهون فقط، فقد يفقد الشخص مكونات ضرورية للجسم، مثل: البروتينات، مما يسبب خسارة في وزن الكتلة العضلية وسوائل الجسم عوضًا عن خسارة الدهون، فيبدو ظاهريًا أن الشخص قد نجح في خسارة الوزن في مدة قصيرة، بينما يحصل هو على ضعف عام بالجسم وأضرار مختلفة بسبب فقد البروتين كتساقط الشعر وفقدان الوجه نضارته وغيرها من الأضرار، كما يفقد الجسم بعض العناصر الهامة مثل الفيتامينات والحديد والمعادن مما يؤثر بشكل سلبي وخطير على صحة الشخص وتعرضه للإصابة ببعض الأمراض المتعلقة بنقص هذه العناصر.
فمن المهم معرفة مفهوم فقدان الوزن ليكون هدفنا واضحا أمام أعيننا لكي نبدأ بداية صحيحة ينتج عنها تجربة ناجحة، فمن الممكن أن يكون فقدان الوزن على رأس أهدافك، ولكن بالنسبة لتكوين الجسم الصحي، فإن فقدان الدهون هو الهدف الذي يجب أن تسعى إليه.
وفي هذه الحالة الاعتماد على ميزان وحده قد لا يعمل ككاشف دقيق لمقدار الدهون الذي تفقده بالفعل، أو يحدد كتلة العضلات لديك، ومع ذلك فإن استخدام وسائل كشف أكثر دقة، مثل مقياس الدهون في الجسم، يمكن أن يساعد في قياس نسبة الدهون في الجسم، وبالتالي يوجهك نحو الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها.
ينصح أيضا بمراجعة الطبيب فى نظام الدايت المتبع مع التأكد من نسبة الحديد بالدم ونسب العناصر الأخرى بالتحليل المعملي، كما يجب متابعة الوظائف الحيوية بقياس الضغط ومعدل ضربات القلب من وقت لآخر ومتابعة الهيموجلوبين للاطمئنان على الصحة العامة واكتشاف أي خلل قد يحدث أثناء الرجيم.
أسباب فشل الرجيم:
اتباع رجيم غير مناسب لك.
واحد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الفشل في إنقاص الوزن هي اتباع رجيم غير مناسب لك لمجرد أن أحد أصدقائك أو أقاربك يتبعه وكانت نتائجه مذهلة، فهذا لا يعنى أنه يناسبك أنت أيضًا، فان الأجسام تختلف فى طبيعتها عن بعضها البعض ويحتاج كل جسم إلى رجيم من نوع خاص، لذلك إذا كنت تتبع هذا الرجيم ولا يأتي بنتائج مرضية معك فهذا يعني أنه غير مخصص لك، والحل هنا هو الذهاب الى خبير تغذية ليخبرك بالنظام الغذائي المناسب لك بناء على طبيعة جسمك ونسبة الحرق لديك والظروف الخاصة بك.
اتباع رجيم قاسي.
عندما يعاني الشخص من زيادة كبيرة فى وزنه يتجه بحثه نحو وسائل إنقاص الوزن السريعة التي تفقده الكثير من الدهون وفي وقت قصير خوفا من إصابته بالملل أثناء اتباع أنظمة الرجيم طويلة الأمد فيتوقف في منتصف الطريق عن تحقيق هدفه فى إنقاص وزنه، لذلك يختار أقصر الطرق دون النظر الى عواقبها، فيتبع الرجيم القاسي.
أضرار الرجيم القاسي:
استعادة الوزن المفقود بسرعة.
حيث يبدأ الجوع الشديد فى الزحف عليك، و يتبعه الإرهاق و التشتيت الذهني و اليأس و الاكتئاب، و عندما تيأس من الوصول إلى الوزن المراد، يصيبك الإحباط و تبدأ فى تناول كميات كبيرة من الطعام، ضارباً بالرجيم عرض الحائط .
يبطئ من عملية الحرق.
وذلك بسبب التقليل من كمية الطعام، لأن عملية الأيض هنا مرتبطة بكمية الطعام التي تدخل إلى الجسم، وتزداد هذه العملية بزيادته لكي تحوله إلى طاقة، وتقل عندما لا تجد ما تحرقه من طعام، فيجد الشخص صعوبة فى إنقاص وزنه بعد فترة وجيزة من بدأ الرجيم.
نقص فى العناصر الغذائية.
يحدث بسبب استنزاف مخازن العناصر الغذائية في الجسم، ممّا يُؤثر على العمليات الكيميائية الحيوية، ويُقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، وأعراض النقص تختلف باختلاف العنصر الناقص، ولكنّ هنالك أعراضاً عامّة تبدأ بالظهور مع مرور الوقت.
عادات خاطئة داخل الرجيم:
إهمال وجبة الإفطار.
فهناك الكثيرين ممن يهملون تناول وجبة الإفطار وقد اعتادوا على ذلك، وعندما يتبعون هؤلاء حميات غذائية تتأصل الفكرة عندهم ظنا أنهم بذلك يقللون سعراتهم الحرارية و يساعدون انفسهم فى خسارة الوزن، لكن الحقيقة أنهم يضرون أنفسهم وإليكم الأسباب:
- الإفطار بمثابة الوقود ومصدر الطاقة للجسم بعد حرمانه من الطعام طوال فترة الليل، حيث أن حرمان الجسم من الطعام في أول اليوم، سيدفع الشخص لتناول المزيد من الطعام على مدار اليوم بسبب شعوره بالجوع مما قد يدفعه لتناول الأطعمة الجاهزة السريعة أو المشروبات الغذائية أو الحلويات التي لها العديد من الأضرار، وقد ربطت بعض الدراسات بين ونحافة الجسم، تناول وجبة الإفطار.
- عدم تناول الإفطار يسبب ضعف التركيز، لأن حرمان الجسم من الطعام طوال الليل يسبب حرق الجلوكوز الموجود بالجسم، و الجلوكوز هو الوقود الذي يستخدمه الجسم والمخ للقيام بالعمليات الحيوية، لذلك ينصح بتناول مصادر للسكريات طبيعية على الإفطار لتعويض نقص الجلوكوز في الجسم، وهذا يساعد كثيرا على زيادة التركيز ورفع الأداء الذهني، أما تفويت وجبة الإفطار عادة يقلل من التركيز طوال اليوم ويؤدي إلى الشعور بافتقاد الطاقة والإجهاد سريعًا.
تناول الفاكهة عقب الوجبات.
تناول الفاكهة مع البروتين أو عقب تناول النشويات مباشرة، يمكن أن يتسبب في الشعور بالانتفاخ طوال اليوم، لذا ينصح خبراء التغذية بتناول الفاكهة بعد الغداء بساعة كاملة، حيث تكون المعدة قد هضمت طعام الغداء بالفعل، وتتمكن من هضم الفاكهة قليلة السعرات الحرارية بسهولة، ويستطيع الجسم من الاستفادة من العناصر الغذائية والفيتامينات والسكريات الطبيعية الموجودة فيها استفادة كاملة.
الديتوكس.
هناك الكثيرين مما يتبعون تلك الطريقة المعروفة لفقدان الوزن الزائد، ولكن الاعتماد على هذا النوع من المشروبات وحده دون تناول أطعمة أخرى صحية ومفيدة، يمكن أن يؤثر على الصحة بالسلب، بسبب نقص المعادن والفيتامينات بالجسم.
الرياضة على معدة فارغة.
إنّ ممارسة الرياضة على معدة فارغة يتسبّب في فقدان العضلات والتعب، وهي أشبه بمحاولة تشغيل السيارة من دون تزويدها بالوقود. الجسم بحاجة إلى الـ"كربوهيدرات" لبدء الحركة والحفاظ على القوّة وإحراق المزيد من السعرات الحرارية.
الامتناع عن تناول الوجبات الخفيفة.
إنّ تناول وجبتين خفيفتين بين الوجبات الرئيسية الثلاث يقلّل من حدّة الجوع ويمنع التقلّبات في مستوى "الجلوكوز" في الدم، مع الحفاظ على مستويات الطاقة مستقرّة، كما يساعد في التحكّم فى حجم حصص الطعام واتّخاذ خيارات غذائية صحّية.
عدم احترام طبيعة وشكل الجسم.
لكل شخص سواء كان سيدة أو رجل طبيعة وشكل يختلف عن الأخر، فقد يضع الرجل صورة ممثل ما أو رياضي أمامه كهدف يريد أن يصبح مثله، وكذلك السيدة تضع صورة إحدى عارضات الأزياء أو ممثلات هوليود لتصبح فى رشاقتها ونحافتها، دون النظر الى طبيعة أجسادهم، وبعد الوصول لوزن مثالي لا يشعرون بالرضا وبالنتائج التي وصلوا إليها، فيلقي الشخص اللوم على النظام الذي يتبعه و يتراجع للوراء مرة أخرى.
القدرة المالية والظروف المعيشية.
يسمح الشخص فى بعض الأحيان لقدرته المالية المحدودة أن تكون عائقا أمام تحقيق حلمه، ويستسلم فى النهاية للظروف، معتقدا أن أنظمة الرجيم تحتاج لإمكانيات عالية لنجاحها، بينما هو يستطيع أن يحقق هدفه بالشكل الذي يتناسب مع قدراته المادية، فكل ما يحتاج له هو توفير البدائل، سواء كان فى مكونات الوجبات من طعام أو البرامج الرياضية التي قد تتطلب الذهاب إلى صالات الجيم، فيمكنه تبديلها ببرامج يمكن تنفيذها في المنزل وتعطي نفس الكفاءة والنتائج، وهكذا الحال فلا يسمح لظروف معيشته أن تهزمه وتجعل محاولته يكون مصيرها الفشل.
طبيعة العمل.
هناك من يمتهن أعمالا شاقة تتطلب مجهود بدني عالي وحركة مستمرة، وآخرون يعملون فى أماكن مغلقة ويجلسون على مكاتب طوال الوقت، نجد أن أصحاب المهن التي تتطلب منهم الحركة يتمتعون بلياقة بدنية عالية وأجسام رشيقة، ومهما تناولوا كميات كبيرة من الطعام بشرط أن يكون صحي، تكون نسبة الحرق عندهم عالية وسريعة بسبب حركتهم المستمرة، أما هؤلاء الذين لا يبذلون أي مجهود بدني يجدون صعوبة في انقاص الوزن ويكون معدل الحرق عندهم بطئ ومهما كانت كمية الطعام قليلة يكون لها تأثير فى زيادة الوزن، لذلك تكون المعادلة لديهم ناقصة وغير مكتملة الأركان، وبالتالي يفشل معهم نظام الرجيم.
فى الحقيقة الأمر يحتاج المحاولة وتوفير بعض الوقت لممارسة الرياضة سواء كان بالمنزل أو بالنادي أو حتى داخل محل العمل، وعندئذ سوف تتاح لهم الفرصة لتحقيق حلمهم.
العمر.
يؤثر العمر أيضًا في قدرة الجسم على خسارة الوزن، حيث كلما ازداد العمر كلما أصبحت عملية خسارة الوزن أصعب بسبب زيادة نسبة الدهون وانخفاض الكتلة العضلية، ما يسبب نقص معدل الأيض 20 - 25% عن عمر الشباب.
الجينات الوراثية.
ربما تغلب على الشخص جيناته الوراثية وطبيعة جسده التي اكتسبها من أحد والديه، أو من العائلة إذا كانت طبيعة أجسامهم بدينة بشكل غير طبيعي، قد يحتاج العلاج إلى تدخل جراحي، وتكون الكلمة هنا للطبيب المختص، ولا يكون بيد الشخص أي حيلة يفعلها لانقاص وزنه.
ظروف مرضية.
هناك العديد من الأمراض يكون لها تأثير على زيادة الوزن، ويكون فرص إنقاص الوزن فيها مستحيلا، مثل الأمراض التي لها علاقة بالهرمونات ومنها مرض نقص أو قصور في نشاط الغدة الدرقية.
إهمال أهم مرحلة بالرجيم.
وهي مرحلة ما بعد الرجيم والحفاظ على الوزن المثالي، حيث أن الكثيرين ممن ينجحون فى إنقاص أوزانهم الزائدة يحتفلون بنجاح التجربة، دون الاهتمام بالحفاظ على هذا النجاح، ويبدأون بالتدريج استعادة الوزن المفقود، لذلك يجب اتباع نظام غذائي صحي متوازن و دائم يلازم الشخص طول حياته ويكون منهج حياة ليحافظ على رشاقته وصحته للأبد، فمن المعروف أن الحصول على جسم رشيق قد يكون سهل ولكن الحفاظ عليه صعب للغاية.