المحتوي
مفهوم سوء التغذية.
سوء التغذية عند الأطفال.
أشكال سوء التغذية عند الأطفال.
منسب كتلة الجسم.
الفئات المعرضة لخطر سوء التغذية.
العوامل التي تؤثر على تغذية الطفل.
تأثير التغذية على المستوى الدراسي للطفل.
إحصائيات.
اضرار سوء التغذية.
مفهوم سوء التغذية:
يُشير سوء التغذية إلى النقص أو الزيادة أو عدم التوازن في مدخول الطاقة والمغذيات لدى الشخص.
سوء التغذية عند الأطفال:
لم تعد النحافة عند الأطفال مظهرا أساسيا لسوء التغذية وإنما ظهر خلال العشرون عاما السابقة شريك جديد وهو السمنة، فأصبح لسوء التغذية وجهان، حيث كانت الصورة الراسخة بالأذهان والمألوفة لدينا هي طفل نحيل تظهر عظام وجهه، عيناه جاحظتان وعظام صدره بارزة، تتدلى منه يدان ورجلان نحيفتان وذلك لأنه لا يحصل على ما يكفيه من الغذاء، لكن الصورة تغيرت اليوم، ففي الوقت الذي بدأ عدد الأطفال الذين يعانون من التقزّم يتناقص في جميع القارات ما عدا أفريقيا، باتت زيادة الوزن والسُمنة يتزايدان في كل قارة، بما في ذلك أفريقيا وبمعدل سريع للغاية وعلى مستوى العالم، حيث يعاني ما لا يقل عن نصف جميع الأطفال دون سن الخامسة من ما يعرف بالجوع المستتر وهو نقص المغذيات الأساسية التي تظل غالباً غير ملحوظة إلى أن يصبح الأمر متأخراً جداً.
أشكال سوء التغذية عند الاطفال:
نقص التغذية.
هناك أشكال فرعية عامة لنقص التغذية، وهي: الهزال، التقزم ونقص الوزن، ويؤدي نقص التغذية إلى سرعة التأثر بالمرض والتعرض للوفاة.
أولا: الهزال هو انخفاض الوزن بالنسبة إلى الطول وعادة ما يشير ذلك إلى حدوث فقدان الوزن الشديد، نتيجة لعدم تناول الشخص الغذاء الكافي أو إصابته بمرض معد مثل الإسهال أدى إلى فقدانه للوزن، ويتعرض الطفل الصغير المصاب بالهزال المتوسط أو الشديد لزيادة مخاطر الوفاة، ولكن العلاج ليس مستحيلا.
ثانيا: التقزم هو قصر القامة بالنسبة إلى العمر، وينجم عن نقص التغذية المزمن أو المتكرر، وعادة ما يرتبط بتردي الظروف الاجتماعية الاقتصادية، وإنحدار صحة الأمهات وتغذيتهن، أو الإصابة بالمرض المتكرر، أو عدم تغذية الرضع وصغار الأطفال على النحو المناسب في مراحل العمر المبكرة، والتقزم يعيق الأطفال للوصول الى الإمكانيات الجسمانية والإدراكية المطلوبة.
ثالثا: نقص الوزن هو إنقاص الوزن عند الأطفال بالنسبة لأعمارهم، والطفل الناقص الوزن قد يكون مصاباً بالتقزم أو الهزال أو الاثنين معا.
فرط الوزن والسمنة.
يعني فرط الوزن والسمنة أن يكون وزن الشخص ثقيلاً بالنسبة إلى طوله، ومن شأن التراكم غير الطبيعي أو المفرط للشحوم أن يضر بالصحة بوجه عام وبصحة الطفل بوجه خاص.
تجتمع هذه الأشكال الثلاثة لسوء التغذية، نقص التغذية، والجوع المستتر، وزيادة الوزن معاً في وقتٍ واحد في العديد من البلدان، وحتى ضمن الأسرة المعيشية الواحدة، بمعنى أنه قد تجد ثلاث أشقاء داخل اسرة يشكو الأول من نقص التغذية والثاني يشكو من الجوع المستتر والثالث يشكو من السمنة، أو قد نجد فيها الأم تعاني من زيادة الوزن فيما يعاني الطفل من التقزّم وهكذا.
وهذا يعني أن بلداً ما قد تواجه تحدي معالجة المعدلات العالية للتقزّم، والجوع المستتر، والسُمنة في آنٍ معاً، وتعكس هذه التوجهات العبء الثلاثي لسوء التغذية، وهو عبء يهدد نمو الأطفال وتطورهم وبقائهم، كما يهدد المجتمعات والاقتصاد، والأمر المحزن هو أنه لا يوجد أي بلد حقق تقدماً في تقليص مستويات زيادة الوزن والسُمنة خلال السنوات العشرين الماضية.
الجوع المستتر.
أو عوز الفيتامينات والمعادن هو سوء التغذية المرتبط بنقص المغذيات الدقيقة يمكن أيضاً أن تُجمع معاً حالات عدم كفاية المدخول من الفيتامينات والمعادن، التي يُطلق عليها مسمى المغذيات الدقيقة، التي تلعب دور هام في إنتاج الإنزيمات والهرمونات وغيرها من المواد اللازمة للنمو والنماء على نحو ملائم، ويُعد اليود وفيتامين A والحديد أهم هذه المواد فيما يتعلق بالصحة بوجه عام، ويمثل عوزها خطراً كبيراً على صحة السكان في جميع أنحاء العالم ونموهم، ولاسيما الأطفال والنساء الحوامل في البلدان الفقيرة.
منسب كتلة الجسم:
هو مؤشّر للوزن مقابل الطول يُستخدم عادة لتصنيف فرط الوزن والسمنة، ويعرَّف هذا المنسب بأنه وزن الشخص بالكيلوجرام مقسوم على مربّع الطول بالمتر (كغ/متر2)، وفي البالغين يُعرف فرط الوزن بأنه منسب كتلة الجسم البالغ 25 أو أكثر، والسمنة بأنها منسب كتلة الجسم البالغ 30 أو أكثر.
وينتج فرط الوزن والسمنة عن عدم التوازن بين المدخول من الطاقة أكثر من اللازم والطاقة المستهلكة أقل من اللازم.
وعلى الصعيد العالمي، يستهلك الناس الأغذية والمشروبات الغنية بالطاقة التي تحتوي على قدر كبير من السكريات والشحوم، ولا يمارسون النشاط البدني بالقدر الكافي.
الفئات المعرضة لخطر سوء التغذية:
النساء والرضع والأطفال والمراهقون بصفة خاصة هم أكثر الفئات المعرضة لمخاطر سوء التغذية، ويؤدي تحقيق المستوى الأمثل من التغذية في مراحل الحياة المبكرة بما في ذلك خلال الأيام الألف التي تمتد من بدء الحمل وحتى بلوغ الطفل عامه الثاني إلى ضمان أفضل بداية ممكنة وفوائد ممتدة لأعوام طويلة.
ويعزز الفقر مخاطر الإصابة بسوء التغذية والمخاطر التي تنتج عنه، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من الفقر أشد تعرضاً للإصابة بمختلف أشكال سوء التغذية، الى جانب أن سوء التغذية يزيد من تكاليف الرعاية الصحية، ويؤثر على الإنتاجية وبالتالي يبطئ النمو الاقتصادي، وبذلك نصل إلى حلقة من الفقر واعتلال الصحة لا تنتهي.
العوامل التي تؤثر على تغذية الطفل:
التكنولوجيا والعولمة.
لقد غيّرت العولمة الطريقة التي نأكل بها، كما أحدثت تطورا سريعاً في الأنظمة التي تجلب غذاءنا من الحقول إلى المنازل، مما أثّر على كل شيء بدءاً بكيفية جني الغذاء إلى كيفية عرضه في المتاجر، وبات بوسع المجتمعات المحلية من جميع أنحاء العالم أن تحصل على كميات أكبر وتنوعٍ أوسع من الأغذية، وقد ظهرت مع العولمة والتجارة أسواق للأغذية غير الصحية والوجبات السريعة، إلى جانب تسويق مكثف للأغذية موجه خصيصا إلى الأطفال يستهدفهم.
وإذ باتت مراكز التسوّق والمتاجر ومطاعم الوجبات السريعة منتشرة في كل مكان، بدأت الأسر والمجتمعات المحلية تترك أنماطها الغذائية التقليدية، التي تكون غالباً صحية، وتتجه للأنماط الغذائية العصرية التي عادة ما تكون مليئة بالأغذية الجاهزة وذات محتوى عالٍ من السكر، والدهون المشبعة، والصوديوم، وتفتقر للمغذيات الأساسية والألياف.
محل الاقامة والسكن.
يعيش أكثر من نصف سكان العالم حالياً في المدن، وقد أدى التوسع الحضري إلى تغيير متسارع في الأنماط الغذائية وأساليب العيش، ومع زيادة استهلاك الأغذية الجاهزة لا يوجد ممارسة للأنشطة البدنية بالقدر المطلوب، فكانت النتيجة انتشار أكبر لزيادة الوزن والسُمنة بين قاطني المدن، إضافة إلى معدلات أعلى من الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وبحلول عام 2050، سيعيش 70% من المراهقين في المدن، وسوف يكونون أكثر عرضة من أي وقت مضى لتسوق الأغذية الغير الصحية، وبالتالي يكونون أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بنمطهم الغذائي السيئ.
البيئة الغذائية المحيطة ومستوى المعيشة.
فعندما ننظر إلى البيئة التي تؤثر على نمط الغذاء، وبمعنى آخر جميع العوامل التي تؤثر على الخيارات الغذائية للأسرة ابتداءً بما هو متوفر في المنطقة السكنية، إلى الحالة المادية والمستوى المعيشي للأسرة، وما هي الأغذية التي يتيسر الحصول عليها أو المألوفة، فإننا نرى أن جميع هذه العوامل هي التي توجه أفراد الأسرة لطريقة الغذاء وتفرض عليهم اختيارات محددة، فلا يكون لديهم الفرصة لاختيار كل ما هو صحي، حيث تشهد البلدان الأقل دخلاً تزايداً ملحوظاً أيضاً في استهلاك الأغذية غير الصحية، فما بين عامي 2011 و2016 ازدادت مبيعات الوجبات الجاهزة بنسبة 113% في الهند، و 83% بفيتنام، و 64% في مصر.
عادة ما تقوم الأسر التي تقطن في المدن بشراء غذائها، لذا غالباً ما يُحدد دخلها ما يأكله أفرادها، ويكون الاختيار الأفضل لديهم هو أن يتسوق أفراد الأسرة من المحلات التجارية، حيث أن معظم الأغذية معلبة و مجهزة بشكل كبير، وبالنسبة لفقراء المدن فإن إمكانية الحصول على الغذاء الصحي يكون نادرا، ويعتمد الكثيرون على الأغذية التي تباع في الشوارع والتي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والملح والسكر، وتعيش بعض الأسر في المناطق الحضرية في أحياء لا توجد فيها محلات تبيع الفواكه والخضروات الطازجة أو الأغذية الصحية، وتعيش أسر أخرى فى أحياء تنتشر فيها الخيارات غير الصحية مثل الوجبات السريعة والمطاعم المتعددة الفروع تطغى في عددها على الخيارات الصحية وتقدم أغذية جاهزة وأرخص سعراً.
الوقت.
فالعائل الوحيد سواء كان رجل أو إمرأة قد يكافح كي يعمل ليجهز غذاءً صحياً لأسرته، وغالباً ما تضطر النساء الريفيات بصفة خاصة للموازنة ما بين العمل الزراعي خارج المنزل و الذي يكون بدون مقابل مادي، وبين دورهن كمقدمات الرعاية الأساسيات داخل المنزل، فتواجههم صعوبة توفير وجبات غذائية صحية ومتكاملة، ويكون خيار الطعام السريع الغير صحي هو الأسهل والأوفر للوقت.
التسوق الرقمي.
يتعرض الأطفال يومياً إلى كم هائل من اعلانات تسوق الأغذية الغير صحية، ووجدت دراسة حديثة أجريت في 22 بلداً أنه في مقابل كل إعلان عن أغذية صحية، هناك أربعة إعلانات تروّج الأغذية الغير صحية، ويبلغ هذا التفاوت حجماً أكبر في البلدان المرتفعة الدخل مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وجد أن واحداً من كل ثلاثة مستخدمين لشبكة الإنترنت في العالم هو طفل، ومع انتشار الهواتف الذكية، صمم مسوقو الأغذية قناة مباشرة للإعلان تستهدف الأطفال بصفة محددة، وهي متوفرة لهم في جميع الأوقات تقريباً، ومن دون وجود ضوابط فعّالة، فمن المستحيل على الأطفال النجاة من التدفق المستمر والاغراءات الخاصة بتسويق الأغذية عبر التلفزيون والمطبوعات وعلى القنوات الرقمية، لذلك يجب على التشريعات الحكومية أن يكون لها دور فعال لتقليص مبيعات الأغذية غير الصحية، وتحثّ منظمة الصحة العالمية الحكومات أن تلتزم بالقضاء على سُمنة الأطفال من خلال وسائل تشجع على استخدام مغذيات أفضل مع تنظيم تسويق الأغذية غير الصحية للأطفال.
تأثير التغذية على المستوى الدراسي للطفل:
هناك علاقة تربط بين التغذية السليمة و أداء الأطفال في المدارس وقدراتهم على التحصيل الدراسي، فمن الصين إلى تنزانيا، ومن غواتيمالا إلى الولايات المتحدة، أظهرت دراسات عديدة كيف عملت التغذية السليمة على تحسين معدلات الالتحاق بالمدارس والمواظبة على الدراسة، وتحسين الأداء في مجالات مثل الرياضيات والقراءة، فالعقل السليم فى الجسم السليم.
احصائيات:
في عام 2016 كان ما يقدر بنحو 155 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم، و41 مليون طفل يعانون من السمنة.
وترتبط نسبة 45% تقريباً من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنقص التغذية، وتحدث معظم هذه الوفيات في البلدان الفقيرة منخفضة الدخل، وفي الوقت ذاته تتزايد فى هذه البلدان أيضا نسبة السمنة بين الأطفال.
اضرار سوء التغذية:
يمكن أن يتسبب سوء التغذية بضرر دائم لصحة الطفل و نموه وتطوره، ويرتبط التقزّم خلال الأيام الألف الأولى من حياة الطفل بأدائه الضعيف في المدرسة، وذلك بسبب تأثير سوء التغذية على تطور الدماغ، كما يتأثر أدائهم عندما يمرضون مما يتسبب في تغيبهم عن المدارس، ويمكن للجوع المستتر كنقص فيتامين A أن يتسبب بالعمى ، أما نقص اليود فإنه يعيق التعلّم، ونقص الحديد يزيد خطر وفاة الأم أثناء الولادة، ويمكن لزيادة الوزن والسُمنة أن يؤديا إلى أمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني .
ويُلازم هذا القصور في التطور البدني والإدراكي عند الأطفالَ حتى مرحلة البلوغ، مما يُعرّض مستقبلهم للخطر، وتشكّل الأغذية والتغذية الجيدة أساساً لصحة الأطفال وتنمية المجتمع ككل، كما أنها حق أساسي وإنساني للأطفال.